تنمية ذاتيةصحة نفسيةعلمعلم نفسمدونتي

فرط نشاط اللوزة الدماغية وتأثيره على صحتنا النفسية

هل شعرت يوماً بشعور غريب من القلق الذي لا يمكنك تفسيره؟ أو مررت بحالة من التوتر المفرط والارتباك فجأة؟ قد تكون اللوزة الدماغية هي السبب في هذه الاستجابات العصبية. في هذا المقال، سنتعرف على دور فرط نشاط اللوزة الدماغية في استجابتنا للمواقف المقلقة وكيف تؤثر على مشاعرنا بشكل عميق.

ما هي اللوزة الدماغية؟

اللوزة الدماغية هي جزء صغير في الدماغ يقع في منطقة الدماغ المتوسطة وهي مسؤولة عن معالجة العواطف،.
خصوصًا تلك المرتبطة بالخوف والقلق. تلعب اللوزة الدماغية دورًا كبيرًا في تحديد استجابتنا للعوامل المسببة للتوتر، وتعمل على تنظيم شعورنا بالخوف والتهديد.

كيف تؤثر اللوزة الدماغية في القلق؟

عندما نتعرض لمواقف مقلقة أو تهديدات نفسية، تبدأ اللوزة الدماغية في إرسال إشارات تؤدي إلى استجابة الجسم بالقلق. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح هذه الاستجابة مفرطة،
حيث تستمر اللوزة الدماغية في إرسال إشارات حتى عندما لا يكون هناك تهديد حقيقي. هذه الحالة تعرف بـ “فرط نشاط اللوزة الدماغية”،. وهي يمكن أن تؤدي إلى شعور مستمر بالقلق والتوتر، حتى في غياب محفزات حقيقية للخوف.

العوامل التي تسبب فرط النشاط:

  • التوتر المزمن والضغط النفسي: التعرض المستمر للضغوط والقلق يؤدي إلى تنشيط غير مبرر للوزة الدماغية،. مما يجعل الشخص في حالة من القلق المستمر.
  • اضطرابات القلق والتوتر: مثل اضطراب القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والرهاب الاجتماعي،. حيث تكون اللوزة الدماغية نشطة بشكل مفرط استجابةً للمثيرات.
  • الحرمان من النوم: قلة النوم أو النوم غير المنتظم يؤدي إلى خلل في تنظيم العواطف وزيادة استجابة اللوزة الدماغية للمنبهات السلبية.
  • التعرض للصدمات النفسية: الصدمات العاطفية، خاصةً في الطفولة، تؤدي إلى فرط نشاط اللوزة الدماغية وزيادة الحساسية تجاه التهديدات.
  • الاضطرابات العصبية: مثل الفصام والاكتئاب، حيث يكون هناك خلل في توازن المواد الكيميائية العصبية يؤثر على نشاط اللوزة الدماغية.
  • تعاطي المخدرات أو الكحول: بعض المواد، مثل الكحول أو المخدرات المنشطة، قد تزيد من استجابة اللوزة الدماغية للخوف والتوتر.
  • الاختلالات الهرمونية: مثل ارتفاع الكورتيزول بسبب التوتر المزمن، مما يؤدي إلى تحفيز زائد للوزة الدماغية.
  • العوامل الوراثية: بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة لنشاط زائد في اللوزة الدماغية بسبب الجينات الوراثية.
  • سوء التغذية ونقص الفيتامينات: نقص بعض العناصر الغذائية، مثل أحماض أوميغا-3 أو فيتامين B12، قد يؤثر على صحة الدماغ ويزيد من حساسية اللوزة الدماغية.
  • الأمراض العصبية التنكسية: مثل مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون، حيث يمكن أن تؤثر التغيرات الدماغية على وظائف اللوزة الدماغية.

كيف يؤثر ذلك على حياتنا اليومية؟

فرط نشاط اللوزة الدماغية قد يجعل المهام اليومية تبدو شاقة ومليئة بالتحديات. كالقلق المفرط الذي قد يعوق القدرة على الاستمتاع باللحظات اليومية أو اتخاذ قرارات هامة بثقة. في الحالات الأكثر تطرفًا، يمكن أن يتسبب في اضطرابات مثل نوبات الهلع أو القلق المزمن.

الخاتمة:

إذا كنت تعاني من مشاعر القلق المستمر أو التوتر الذي لا يستطيع تفسيره عقلك، فقد تكون اللوزة الدماغية هي السبب وراء هذه الاستجابات. ومع العلم بتأثيرها على حياتنا، من المهم البحث عن أساليب تساعد في تقليل فرط نشاطها، مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل وممارسة الرياضة، وتحسين جودة النوم والتغذية أو استشارة مختص في الصحة النفسية للحصول على دعم إضافي.


كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى