تنمية ذاتيةأسرة ومجتمعصحة نفسيةعلم نفسفلسفةمدونتي

تأثير عصبية الأم على الأطفال

الأم الغاضبة خطر حقيقي على أطفالها:

تأثير عصبية الأم على الأطفال : يمكن تعريف عصبية الأم بأنها حالة الغضب الشديد و ذلك من التوتر والقلق والخوف المستمر لدى الأم والتي ينتقل غالباً إلى أطفالها و يؤثر بهم بشكل جدي.
وقد يكون سبب هذه العصبية عوامل مختلفة، منها الإفراط في المسؤوليات، وضيق الوقت، والشعور بعدم الإنجاز، والخوف، وعدم الثقة بالنفس، والمشاكل الزوجية، وعدم القدرة على تنظيم الوقت.
و من الشائع جداً أن تعاني الأمهات من العصبية والغضب في مراحل الطفولة الأولى ، فمن الضروري فهم تأثيرها على الأطفال، خاصة أثناء نمو الطفل بمراحله المبكرة.

تعتبر تنمية الأطفال بمراحلهم الأولى، فترة حاسمة تشكل نمو دماغ الطفل وتطوره. خلال هذه الفترة، يتم تشكيل أكثر من مليون وصلة عصبية في دماغ الطفل كل ثانية. يتعلم الأطفال إلى حد كبير من خلال اهتمامهم بتقليد سلوك والديهم لهم في كيفية شعورهم وتفكيرهم وتصرفاتهم. ولذلك يمكن أن تنتقل المشاعر والسلوكيات السلبية من الأم العصبية إلى أطفالها، مما يسبب اضطرابات وتغيرات سلبية في سلوكهم ونموهم. قد يكون لهذه التأثيرات آثار طويلة المدى تؤثر على سلامة الطفل العاطفية والنفسية .

الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب عصبية الأم:

يشبه المختصون في علم النفس والإجتماع ، الأم التي تتسم بالغضب و العصبية الدائمة أو المفرطة ، بالبركان الذي يهدد جميع من حوله في حال إنفجاره . بسبب جهلها بطريقة التربية الصحيحة ، وذلك مايزيد الأمر سوءاً


و تتسبب الأم العصبية في إحداث تغييرات و اضطرابات سلبية في أطفالها فهي تنقل شحنات غضبها المستمرة إليهم ، مايجعلهم يتحولون بدورهم إلى أطفال غاضبين و مع مرور الوقت ذلك يعرضهم إلى الكثير من الأمراض مستقبلاً .

إن تعرض الطفل لشحنات غضب مستمرة، يعرضه للأمراض مثل:

  • التبول اللاإرادي
  • السكري
  • ارتفاع ضغط الدم المبكر
  • التشنجات العصبية
  • نوبات الصرع
  • صعوبات في النطق
  • اضطراب التوحد
  • النسيان وضعف التركيز
  • فقدان الذاكرة لصورة مؤقتة
  • الخوف
  • التوتر والقلق
  • الحزن
  • الخوف
  • الوحدة و الانعزال
  • العدوانية

تأثير عصبية الأم على سلوك الأطفال :

وفي هذا الصدد يؤكد مختصين علماء النفس التربوي، أن أي إنسان يتصف بالغضب والعصبية المفرطة والإنفعال المستمر ، ينقل إلى جسم الشخص الذي يعيش معه بإستمرار، ثلاث هرمونات ، وهي الكورتيزون و الأدرينالين ، والنورادرينالين ، وهي نفس الهرمونات التي تفرز عند الأم عند غضبها وعصبيتها على ابنائها.
علاوة على ذلك ، يؤثر اتفاع هرمون الأدرينالين عند الطفل على تركيزه و ذاكرته. لذلك، يمكن لعصبية الأم أن تعيق النمو المعرفي والسلوكي.

و الغريب في ذلك ، بحسب ماقاله المختصين ، أن بعض الأمهات يغضبن على أطفالهن لأمور تافهة جداً ، لا تستطيع تفهمه ، فتعامله كشخص بالغ بالرغم من محدودية تفكيره ، و سلوكياته البريئة الغير متعمدة ، لإعتقاد بعض الأمهات أن مشاغبة أطفالهن إنتقام و إهانة لهن ، في حين أن الطفل يكون في ذروة طاقته و اكتشافه للعالم من حوله .

استراتيجيات إدارة عصبية الأم :

ينصح المختصين الأمهات بتعلم طريقة التحكم في الغضب عند التعامل مع الأطفال ، مهما كانت درجة حركتهم و شغبهم ، أو سلوكياتهم السيئة والغير مفهومة . إذ لا يجوز الغضب والصراخ على الأطفال ، وذلك لأن الطبيعي عند الأطفال بين عمر 3 إلى 6 سنوات التمتع بفرط الحركة و إلا فأنهم ليسوا أطفال أسوياء .

كما يتعين على الأم إدراك أن الطفل لا يستجيب كلياً لجميع أوامر والديه ، لأنه ليس آلة وله ردود أفعال واعتراضات و كل هذه الأمور تجتمع في تركيبة شخصية الطفل مستقبلاً . وكذلك العلاج السلوكي المعرفي، الذي يمكن أن يساعد الأمهات على تطوير استراتيجيات التكيف الصحية والفعالة.

بعض أسباب عصبية الأم :

إن كثير من الأمهات العاملات ينقلن مشاكل العمل أو معاناتهن مع وسائل النقل أو زحمة المرور ، إلى أطفالهن وهم لاذنب لهم في ذلك ، أما الماكثات في البيت ، فينقلن مشاكلهن مع أزواجهن أو محيطهن العائلي إلى أطفالهن و هذا أمر خاطئ.

طرق لإدارة غضب الأم:

ولتجاوز نوبات الغضب أو التحكم ، ينصح الخبراء والمختصين ،الأمهات بتعلم طريقة السيطرة على أنفسهن عند الغصب عبر طرق مختلفة ومنها :

  • تتفيه أسباب الغضب
  • إقناع النفس بأن المشكلة بسيطة جداً وعابرة
  • إدراك أن عقل الطفل بسيط في تكوينه
  • معرفة أن ردود أفعال الطفل طبيعية وغير مصطنعة
  • تنظيم الوقت وتدبر المهام اليومية بطريقة تخفف الضغط
  • ممارسة الرياضة
  • جلسات سلوك معرفي

في الختام .. إن التحدث مع الطفل بهدوء ومناقشته ، وتشجيعه للتخلص من السلوكيات السيئة عن طريق الترغيب في أشياء أخرى .
وليس بالضرب و الصراخ .

كما أظهرت الدراسات أن في تجارب الطفولة المبكرة، مثل الرعاية المفرطة والتدليل، يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية للطفل في مرحلة البلوغ ، مثل تأثير العصبية على الطفل تماماً .

فلذلك ندعوكم الى التوازن و الحوار و أساليب التربية التنموية الصحية المتوازنة .

كما ويمكنك أيضاً قراءة المزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى