من وهم الخوف إلى قوة التقبل الداخلي

Bayan Damlakheيناير 30, 2025

0 2٬465 3 دقائق

من وهم الخوف إلى قوة التقبل الداخلي

جدول المحتويات

الخوف هو أحد أعمق المشاعر التي يمكن أن تعيق الإنسان وتجعله يعيش في حالة من التوتر والقلق المستمر. ومع ذلك، فإن هذا الخوف ليس دائمًا ما يبدو عليه؛ فهو ليس أكثر من وهم ينشأ عندما ننفصل عن ذاتنا الحقيقية. يظن الكثيرون أن الخوف هو حرب مستمرة ضد العالم الخارجي، لكن الحقيقة أن هذه الحرب هي رحلة داخلية لاستكشاف الأفكار التي زرعت بداخلنا وتبقي بنا عالقين في دور الضحية. إذا أدركنا هذه الحقيقة، يمكننا حينها أن نبدأ رحلة التحرر من الخوف، ونستعيد قدرتنا على تشكيل واقعنا بشكل أكثر وعيًا وسلامًا·

من وهم الخوف إلى قوة التقبل الداخلي

ماهو الخوف:وهم داخلي مرتبط بالأفكار: الخوف ليس شيئًا خارجيًا، بل هو رد فعل داخلي ناتج عن أفكارنا حول العالم. تلك الأفكار التي تزرع في أذهاننا وتقوم بتشكيل رؤيتنا للحياة. يمكن أن يعتقد البعض أن الظروف الخارجية هي التي تسبب الخوف، مثل قلة المال أو نقص الحب، ولكن الحقيقة أن هذه الظروف ليست هي السبب الحقيقي. الخوف يتسلل عبر أفكارنا ويعشعش في عقولنا، حتى لو حققنا كل ما نريد من جمال وثروة وعلاقات، سيظل الخوف موجودًا طالما كانت جذوره عميقة في أفكارنا·

1- فهم المصدر الداخلي للخوف

عندما نعترف بأن مسبب مشاعرنا هو أفكارنا، وليس الأحداث الخارجية، تفتح أمامنا أبواب التغيير· هذا الاعتراف يحررنا من وهم أننا ضحايا للظروف ويعيد لنا قدرتنا على تشكيل واقعنا· في كثير من الأحيان، قد نعتقد أن القبح، قلة المال، أو نقص الحب هو سبب شعورنا بعدم الأمان· لكن حتى لو حققنا الجمال، الثروة، أو العلاقات، سيظل الخوف موجودًا، لأنه وهم داخلي يتنكر في قوالب مختلفة· لا يهدأ هذا الخوف حتى نواجهه بصدق، وندرك أن الحل ليس في الخارج بل في الداخل·

2- العودة إلى الداخل واكتشاف مصدر شعورنا

عندما ندرك أن الداخل هو المصدر، سنلاحظ أن هذه المشاعر تنبع من فكرة معينة· هذه الفكرة ليست إلا وهمًا غير ثابت، ولا حقيقة. الأفكار تمر وتزول ما لم نتشبث بها. لذا، فإن إدراكنا لمصدر مشاعرنا هو الخطوة الأولى في التحرر من قيود الخوف، لأنه عندما نعلم أن المصدر داخلي، فإننا نملك القدرة على التغيير·

3- المعاناة ليست الواقع، بل طريقة إدراكنا له

المعاناة ليست ناتجة عن الواقع نفسه، بل هي طريقة إدراكنا له· الطريقة التي نشكل بها أفكارنا عن الواقع هي التي تخلق المعاناة. عندما نقاوم ما هو كائن في اللحظة الحالية، نصبح عميًا عن رؤية الجمال والطاقة الخلاقة في كل موقف. الحياة مليئة باللحظات الصعبة، ولكن التقبل الداخلي يتيح لنا رؤية المعنى والدرس الكامن وراء هذه اللحظات. إن المعاناة الحقيقية تأتي من الصراع الداخلي، أما عندما نتقبل ما يحدث دون مقاومة، نجد أن كل شيء يتحول إلى فرصة للنمو·

4- التقبل وسيلة للخروج من الفكرة

لتجاوز الأفكار السلبية، يجب أن نتقبلها. التقبل لا يعني الاستسلام أو التعايش مع ما لا يتناسب مع احترامنا لذاتنا، بل هو اعتراف صادق بما هو كائن الآن، دون مقاومة أو إنكار. إذا شعرنا بعدم القدرة على التقبل، يجب أن نتقبل هذا الشعور أيضًا· التقبل لا يزيد الأفكار قوة؛ بل يقلل منها،. ويجعلها أكثر حضورًا ووضوحًا· مع مرور الوقت، يصبح التقبل أداة قوية للتحرر·

5- كل ما يحدث هو رحمة من الله

عندما ندرك أن كل شيء يحدث هو جزء من رحمة الله، حتى تلك اللحظات التي قد تبدو صعبة أو غير مريحة، سنفتح بصيرتنا. التقبل يمكننا من رؤية الدرس المستتر أو الحكمة الكامنة في المواقف. رحمة الله لا تخلو من غايات عليا، حتى في أصعب الظروف·

6- الوعي والنمو الروحي

في كل موقف نواجهه، هناك درس مخبأ ينتظر اكتشافنا له. التقبل هو الذي يجعل هذا الدرس يظهر على السطح، مما يؤدي إلى رفع وعيك بشكل تلقائي. كلما ارتفع وعيك، تغير منظورك للحياة. سترى أن المشاكل كانت أوهامًا، وأن السلام الداخلي لم يكن يومًا بعيدًا، بل كان دائمًا جزءًا منك·

الختام: أنت صانع واقعك

من وهم الخوف إلى قوة التقبل الداخلي

أنت من يخلق خبراتك على هذه الأرض· كل شيء يبدأ وينتهي من داخلك. بدلًا من الهروب من الخوف أو محاولة تخديره بانجازات سطحية، امشِ نحوه بصدر رحب. دع هذه الرحلة تأخذك إلى ذاتك الأصلية، إلى مكان الأمان الداخلي الذي لا تهزه الظروف. فقط هناك ستدرك أن الحياة ليست حربًا تُخاض، بل تجربة تُعاش بعمق ووعي وسلام·

ابدأ رحلتك نحو التحرر اليوم·

يمكنكم التسجيل في دورة فتح الصندوق الأسود لتشافي الطفل الداخلي مع المختصة جمانة عن طريق الرابط التالي :

https://www.udemy.com/course/healing-the-inner-child

أو بالضغط على الصورة التالية :