فوائدصحة و جمالصحة ورشاقةمنوعات

أفضل طرق إنقاص الوزن

كشف باحثون في دراسة جديدة نشرت في مجلة علمية مرموقة، عن أفضل طرق إنقاص الوزن،. و وجدت أن فاعلية الصيام المتقطع بنمط 4:3 في إنقاص الوزن يشكل أكثر فاعلية من تقليل السعرات اليومية. الدراسة التي استمرت 12 شهراً شملت 165 مشاركاً، وأظهرت نتائج ملحوظة في خسارة الوزن وتحسين الصحة الأيضية،. ما يعزز من مكانة الصيام المتقطع كخيار غذائي مرن ومستدام.

دراسة علمية حديثة تُثبت تفوق الصيام المتقطع 4:3 على تقليل السعرات اليومية في فقدان الوزن

أظهرت دراسة طبية جديدة، نشرت في مجلة “حوليات الطب الباطني” (Annals of Internal Medicine) التابعة للكلية الأميركية للأطباء،. نتائج لافتة تشير إلى أن نظام الصيام المتقطع بنمط 4:3 يحقق نتائج أفضل من النظام التقليدي المعتمد على تقليل السعرات الحرارية يومياً،. وذلك بعد تجربة استمرت عاماً كاملاً.

وتعدّ هذه الدراسة أول تجربة سريرية طويلة الأمد تثبت بالأدلة العملية أن الصيام المتقطع قد يتفوق فعلياً على حساب السعرات،. وهو ما دفع بعض الباحثين لوصف نتائجها بـ”المفاجئة”، خاصة وأن دراسات سابقة لم تظهر فرقاً واضحاً بين النمطين.

ما هو الصيام المتقطع 4:3؟

يعتمد هذا النموذج الغذائي على تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير خلال ثلاثة أيام غير متتالية أسبوعياً،. فيما يتم تناول الطعام بحرية خلال الأيام الأربعة المتبقية.

وخلال أيام الصيام، يطلب من الأفراد المشاركين خفض استهلاكهم للسعرات بنسبة تصل إلى 80% من معدلهم الطبيعي،. أما في باقي الأيام، فيُسمح لهم بتناول ما يشاؤون من الطعام، بشرط مراعاة الخيارات الصحية والتحكم بالكميات بشكل معقول.

وأوضحت الباحثتان المشاركتان في الدراسة، الدكتورة فيكتوريا كاتيناتشي من جامعة كولورادو، والدكتورة دانييل أوستندورف من جامعة تينيسي،. أن هذا النمط من الصيام “يوفر توازناً بين الفاعلية والمرونة، مما يجعله أكثر قابلية للاستمرار مقارنة بالحميات اليومية التقليدية وقد يكون أفضل طرق إنقاص الوزن”.

تفاصيل الدراسة ومجرياتها

شملت الدراسة 165 شخصاً بالغاً، قُسموا إلى مجموعتين رئيسيتين: الأولى اتبعت نمط الصيام المتقطع 4:3، حيث تم تقييد السعرات خلال ثلاثة أيام فقط أسبوعياً؛ بينما التزمت المجموعة الثانية بخفض السعرات الحرارية بنسبة 34% طوال أيام الأسبوع. ويلاحظ أن إجمالي السعرات الأسبوعي كان متقارباً في كلا النظامين.

وقد خضع جميع المشاركين لتدريبات دقيقة على تتبّع مدخولهم الغذائي، وسجلوا يوميات مفصلة تمت مراجعتها بشكل أسبوعي من قبل مختصين في التغذية لضمان الالتزام والمصداقية.

نتائج الدراسة بعد عام من الالتزام

مع نهاية الفترة التجريبية التي امتدت على مدار 12 شهراً، توصل الباحثون إلى أن المشاركين في مجموعة الصيام المتقطع 4:3 فقدوا وزناً أكبر بمتوسط بلغ 6.4 أرطال (نحو 3 كيلوغرامات)، مقارنة بأولئك الذين اعتمدوا على خفض السعرات بشكل يومي.

وأعربت الدكتورة كريستا فارادي، أستاذة التغذية في جامعة إلينوي، والتي لم تكن ضمن الفريق القائم على الدراسة، عن اندهاشها من النتائج، ووصفتها بأنها “تخالف ما توصلت إليه مراجعات سابقة”، مشيرة إلى أن هذه هي أول دراسة طويلة الأمد تظهر تفوقاً ملموساً للصيام المتقطع على الأنظمة التقليدية.

لماذا يُعتبر الصيام المتقطع 4:3 أكثر فاعلية؟

أكدت كل من كاتيناتشي وأوستندورف أن ما يجعل نظام 4:3 أكثر نجاحاً ليس وجود خصائص “سحرية” في الصيام، بل لأن هذا الأسلوب يسهم تلقائياً في تقليل إجمالي السعرات الأسبوعية دون الحاجة لمراقبة دقيقة ومستمرة للمدخول الغذائي، مما يقلل التوتر ويُسهل الالتزام.

وأضافتا أن الاقتصار على ثلاثة أيام فقط من الصيام أسبوعياً يمنح المشاركين مرونة نفسية وغذائية أكبر، ويعزز من قدرتهم على الالتزام بالنظام على المدى الطويل، دون الشعور بالإجهاد أو الحرمان المستمر.

التأثيرات الهرمونية والفسيولوجية المحتملة

من جهته، أوضح الدكتور مايكل سنايدر، المدير الطبي لمركز جراحة السمنة في “مركز روز” الطبي بمدينة دنفر، أن الصيام المتقطع قد يكون له دور مباشر في تعديل مستويات الهرمونات المرتبطة بالجوع والشبع، مثل اللبتين والغريلين، وهو ما يسهم في تعزيز الإحساس بالشبع وتنظيم الشهية.

كما أشار إلى أن هذا النظام الغذائي يحسن من حساسية الجسم للأنسولين، مما يعزز قدرة الجسم على استخدام الطاقة بفعالية أكبر، ويحفز على حرق الدهون بدلاً من تخزينها، وهو ما يعد عاملاً جوهرياً في التحكم بالوزن وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض الأيض مثل السكري.

هل يناسب الصيام المتقطع 4:3 جميع الأشخاص؟

رغم النتائج الإيجابية، تؤكد الدراسة أن هذا النظام ليس مناسباً للجميع، وأن اختيار الطريقة الغذائية الأمثل يعتمد بشكل كبير على نمط حياة الفرد، ومدى قدرته على الالتزام دون أن يشكّل النظام الغذائي عبئاً نفسياً أو جسدياً عليه.

ويبدو أن الصيام المتقطع بنمط 4:3 يشكل خياراً واعداً ومرناً للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الالتزام بالحميات اليومية الصارمة، مما يعزز فرص نجاحهم في رحلة فقدان الوزن بشكل صحي ومستدام.

كما ويمكنك أيضاً قراءة مدونتنا والمزيد عن :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى